فشل هدنة وقف القتال في السودان خلال رمضان

عاشت العاصمة السودانية الخرطوم في أول أيام شهر رمضان، هدوءاً نسبياً، بعد معارك عنيفة، ومواجهات متفرقة استمرت حتى الفجر، بين الجيش وقوات الدعم السريع في عدد من المحاور، وفيما بدا أن الهدنة لم تدخل حيز التنفيذ، أكد المبعوث الأمريكي للسودان حرص بلاده على وقف العنف في السودان، والعمل على عدم اتساعه، وضرورة مواجهة الوضع الإنساني. وفي أول أيام رمضان، حيث دعا قرار لمجلس الأمن الدولي لوقف القتال، سمعت أصوات قصف مدفعي في مناطق متفرقة من الخرطوم وأم درمان، وتصاعدت أعمدة الدخان من عدة مناطق في العاصمة، نتيجة استمرار المعارك بنفس الوتيرة، ما يشير إلى أنه لا تنفيذ للهدنة على أرض الواقع. واستقبل السودانيين أول أيام رمضان بقطوعات الماء والكهرباء، وارتفاع الأسعار، فيما تعاني الأغلبية في مناطق الحرب أوضاعاً مأساوية. وتبادل طرفا الصراع اتهامات بشأن الأسرى، ونفى المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد نبيل عبدالله، ما أثارته قوات الدعم السريع بشأن رفض القوات المسلحة تسلم مئات الضباط والجنود جرى أسرهم خلال المعارك. وقال المتحدث العسكري في بيان إنها «أكاذيب»، وتزييف للحقائق «درجت عليه قوات الدعم السريع حين تحدثت عن رفض تسلم 537 أسيراً بواسطة اللجنة الدولية للصليب الأحمر». وأضاف: توضح القوات المسلحة أنها لم تتلق من المنظمة الدولية أي اتصالات أو مكاتبات تتعلق بهذا الشأن، وأن ما أصدرته قوات الدعم السريع «محض أكاذيب». إلى ذلك، أكد المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو، حرص واشنطن على وقف العنف في السودان والعمل على عدم اتساعه، وضرورة مواجهة الوضع الإنساني. وتعهد بلعب دور أكبر في الضغط على الأطراف المتصارعة لإنهاء النزاع الدائر منذ منتصف إبريل الماضي، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. واعلن بيرييلو لدى لقائه عدداً من منظمات المجتمع المدني وناشطين سياسيين وصحفيين بالعاصمة الأوغندية كمبالا، أمس الاثنين، عن زيارة مرتقبة لدول الإقليم بغرض عقد لقاءات مكثفة مع الفاعلين في حل الأزمة السودانية. وأشار إلى أن تعيين مبعوث خاص يحظى بثقة ودعم مباشر من الرئيس جو بايدن، يظهر دليلاً على أهمية الملف لدى البيت الأبيض. وقال بيرييلو، إن حكومة بلاده ساهمت بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة مليار دولار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *