حققت القوات المسلحة السودانية، اليوم الثلاثاء،انتصاراً عسكرياً كبيراً على مليشيا الدعم السريع المتمردة واستعادت السيطرة على مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون في أم درمان،الذي احتلته المليشيا منذ الأيام الأولى للحرب في أبريل /نيسان الماضي ، وأقرت المليشيا بدورها بهزيمتها وخسارتها لموقع الإذاعة والتلفزيون ، فيما قال برنامج الأغذية العالمي إن المساعدات الغذائية المقدمة لمئات آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف الشهر المقبل، ما لم يتم تقديم مزيد من التمويل.
وجاء في بيان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة «تمكنت قواتكم المسلحة، والقوات النظامية الأخرى، وأبناء بلادنا الذين يعملون جنباً إلى جنب معها، اليوم الثلاثاء، من انتزاع مقر الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون، من أيدي ميليشيا آل دقلو المتمردة ». وأقر المستشار في قوات الدعم السريع عمران عبد الله، بخسارة مبنى الإذاعة. وأكد عمران على حسابه في منصة «إكس»، أن قوات الدعم السريع خسرت الإذاعة، وزعم انها لم تخسر المعركة برمتها، بسبب ما أسماه خرق الجيش لهدنة رمضان التي أقرها مجلس الأمن الدولي، الأسبوع الماضي. بدوره، وصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إلى منطقة أم درمــان للاحتفـــال مع جنـــوده بعد ســـــيطرة الجيـــش على مقــــر الإذاعـــة والتلفــــزيون. وقالت مصادر إن الجيش السوداني دمّر وسيطر على العديد من الآليات في محيط الإذاعة خلال المعركة. وأفاد بيان للقوات المسلحة بأن قواتها أحبطت بأم درمان «محاولة يائسة» من قبل قوات الدعم السريع للهروب من الطوق الذي تفرضه عليها القوات المسلحة بمحيط منطقة الملازمين والإذاعة. وأضاف البيان، أنه تم القضاء على معظم القوة الهاربة ودمرت واستلمت قواتنا معظم معداتها وآلياتها «وجار إحصاء خسائر العدو».
ونشرت المواقع صوراً لأفراد المليشيا وهم يولون الأدبار .
وفي مشهد مؤلم يقطع نياط القلوب حررت القوات المسلحة العشرات من المدنيين الأبرياء كانت تحتجزهم المليشيا المتمردة وتمنع عنهم الأكل الا ما يسد الرمق وكانوا في حالة يرثى لها من الانهاك والهزال بسبب الانتهاكات الممنهجة التي ارتكبتها المليشيا في حقهم .
إلى ذلك، قال برنامج الأغذية العالمي، أمس الثلاثاء، إن المساعدات الغذائية المقدمة لمئات آلاف اللاجئين السودانيين في تشاد، وبعضهم على شفا المجاعة، ستتوقف الشهر المقبل، ما لم يتم تقديم مزيد من التمويل. ومنذ اندلاع الصراع في السودان قبل عام تقريباً، فر أكثر من نصف مليون لاجئ سوداني إلى تشاد حيث يبلغ إجمالي عدد اللاجئين فيها أكثر من مليون شخص. ويقول برنامج الأغذية العالمي، إنه يكافح من أجل توفير الطعام لجميع اللاجئين، والعديد منهم بالفعل لا يحصلون على وجباتهم كاملة. ويعاني ما يقرب من نصف اللاجئين السودانيين من الأطفال دون سن الخامسة، فقر دم حادّاً. وقال بيير هونورات، المدير القُطري لبرنامج الأغذية العالمي في تشاد «خفضنا بالفعل عملياتنا بأساليب لم يكن من الممكن تصورها قبل بضع سنوات فقط، ما ترك من يحتاجون إلى الطعام على شفا المجاعة». وأضاف هونورات «نحن بحاجة إلى مانحين لمنع الوضع من التحول إلى كارثة شاملة». وذكر برنامج الأغذية العالمي أن مسار الإمدادات من تشاد إلى إقليم دارفور بالسودان، حيث يتفاقم الجوع، معرّض للخطر أيضا بسبب نقص التمويل. ومع المزيد من الموارد، سيتمكن برنامج الأغذية العالمي من تعزيز مخزون الغذاء قبل موسم الأمطار، عندما تنقطع الإمدادات عن بعض اللاجئين في تشاد بسبب ارتفاع منسوب الأنهار. ويطالب برنامج الأغذية بشكل عاجل بمبلغ 242 مليون دولار لدعم عملياته في الأشهر الستة المقبلة.