اتسع نطاق الاشتباكات العنيفة التي اندلعت في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أمس الإثنين، وشهدت مناطق وأحياء وأسواق وسط المدينة قتالاً عنيفاً بين الجيش والحركات المسلحة الموالية له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى،فيما أشارت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد،إلى تقارير موثوقة عن أن “قوات الدعم السريع” والميليشيات المتحالفة معها “أبادت قرى متعددة بغرب الفاشر”.
وتسبب القتال في حالة من الفوضى العارمة، وفرار الآلاف من سكان المدينة، في ظل مخاوف من انحسار خيارات الخروج الآمن بسبب الحصار المحكم المفروض على الفاشر.
وعلى أثر الجلسة المغلقة التي عقدها مجلس الأمن للنظر في الوضع الذي تشهده المدينة، تحدثت المندوبة الأمريكية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، عما سمته “الواقع المرير الذي يواجه الملايين من الناس في الفاشر”، مشيرة إلى تقارير موثوقة عن أن “قوات الدعم السريع” والميليشيات المتحالفة معها “أبادت قرى متعددة بغرب الفاشر”.
وقالت إن هذه القوات «تخطط حالياً لهجوم وشيك على الفاشر»، معبرة عن اعتقادها أن «التاريخ يعيد نفسه في دارفور بأسوأ طريقة ممكنة». وحذرت من «كارثة فوق كارثة» إذا وقع الهجوم في المنطقة، موضحة أنه علاوة على 500 ألف نازح معرضين للخطر، هناك «أزمة ذات أبعاد أسطورية تلوح في الأفق».
ورأت المندوبة الأمريكية أنه «لتجنب الموت والدمار والمعاناة، يجب أن تحصل 5 أمور على الفور. أولاً: «يجب على قوات الدعم السريع وقف الحصار، ووقف حشد القوات العسكرية لمهاجمة المدينة»، بالتزامن مع «اتخاذ خطوات ثابتة لتهدئة التصعيد» طبقاً لما دعا إليه مجلس الأمن أخيراً. وأكدت ثانياً أنه «يجب على الجهات المسلحة في السودان احترام القانون الدولي وحماية المدنيين».
وتذكر أن المحكمة الجنائية الدولية تتمتع بالسلطة القضائية للتحقيق في جرائم الحرب «المحتملة»، بالإضافة إلى أنه «يجب على كل القوى الإقليمية التوقف عن توفير الأسلحة لكلا الطرفين تطبيقاً لحظر الأسلحة المفروض من الأمم المتحدة». وحضّت رابعاً الأطراف المتحاربة على «الدخول في مفاوضات مباشرة في جدة»، معتبرة أن «هذا الصراع لن يتم حله في ساحة المعركة، بل على طاولة المفاوضات».
وطالبت خامساً كل الأطراف بـ«تمكين توصيل المساعدات الإنسانية بشكل كامل وسريع وآمن ومن دون عوائق، بما في ذلك عبر الحدود وعبر الجبهات»، منبهة إلى أن «هناك الآن خمسة ملايين شخص في السودان على شفا المجاعة، وعشرات الملايين من الأشخاص في حاجة ماسة إلى المساعدات، ومع ذلك تواصل الأطراف المتحاربة عرقلة وصول المساعدات الإنسانية».
ورداً على سؤال، أشارت توماس غرينفيلد إلى أن «قوات الدعم السريع» بقيادة الفريق محمد حمدان دقلو،«حميدتي»، وكذلك القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان «تتلقيان مساعدات عسكرية وغيرها من أشكال الدعم لتمكينهما من مواصلة تدمير السودان».(وكالات)