قلق أممي بالغ حيال الوضع في محيط الفاشر

أعربت الأمم المتحدة اليوم الجمعة عن «قلقها البالغ» حيال الوضع في محيط الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في السودان وحيث تتركز المساعدات الإنسانية، في موقف يتقاطع مع مخاوف واشنطن من هجوم وشيك، فيما أفادت منظمة الأغذية والزراعة العالمية بأن السودان يأتي ضمن البلاد الأكثر عرضة لمرحلة الجوع الشديد، بسبب الحرب الدائرة فيه منذ عام. وقالت المفوضية العليا لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، في بيان، إن«المفوض الأعلى لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك قلق بشدة لتصاعد العنف» في مدينة الفاشر وحولها «حيث قتل عشرات الأشخاص خلال الأسبوعين الأخيرين». وأضاف البيان أن 43 شخصاً على الأقل، بينهم نساء وأطفال، قتلوا في المعارك بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، بمساندة ميليشيات داعمة لكل من الطرفين، منذ 14 إبريل/ نيسان، حين بدأت قوات الدعم السريع تقدمها في اتجاه الفاشر. وتابع البيان: إن «المدنيين عالقون في المدينة، الوحيدة في دارفور التي لا تزال تسيطر عليها القوات المسلحة السودانية، ويخشون أن يتم قتلهم إذا حاولوا الفرار». وأشار إلى أن«هذا الوضع الكارثي يفاقمه نقص خطير في المواد الأساسية لأن إيصال السلع التجارية والمساعدة الإنسانية بات محدوداً جداً بسبب المعارك، وشاحنات التسليم لم تعد قادرة على أن تعبر بحرية المناطق التي تسيطر عليها قوات الدعم السريع». وقال البيان أيضاً «يدعو المفوض الأعلى إلى احتواء التصعيد فوراً في ظل هذا الوضع الكارثي وإنهاء النزاع الذي يدمر البلاد منذ أكثر من عام». ودعا تورك أيضاً إلى«التحقيق في كل الانتهاكات والتجاوزات المحتملة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني بهدف ضمان حق الضحايا في الحقيقة والعدالة والتعويضات». وحذرت الخارجية الأمريكية الأربعاء من هجوم «وشيك» محتمل على الفاشر. وقال المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر إن«الولايات المتحدة تدعو كل القوات المسلحة في السودان إلى أن توقف فوراً الهجمات على الفاشر». واليوم الجمعة، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف في السودان إلى «الامتناع عن القتال». وجاء في بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: «تلقينا معلومات مثيرة للقلق بشكل متزايد بشأن تصعيد كبير للتوترات بين الجهات المسلحة في الفاشر». وأضاف أن «الهجوم على المدينة ستكون له عواقب كارثية على السكان المدنيين»، موضحاً أن «تصعيد التوترات يحدث في منطقة على شفير المجاعة». من جهة أخرى، أفادت منظمة الأغذية والزراعة العالمية، اليوم الجمعة، بأن السودان يأتي ضمن البلاد الأكثر عرضة لمرحلة الجوع الشديد، بسبب الحرب الدائرة فيه منذ عام. وحذرت «الفاو» من أن مرحلة الجوع الحاد في السودان تهدد نحو 577 ألف شخص في البلد الذي تصنفه المنظمة الدولية كأكبر أزمة نزوح في العالم، وتتوقع المنظمة أن يدخل السودان في الخريف المقبل أسوأ مراحل الجوع التي تقود إلى كارثة إنسانية تزيد من الأزمات المركّبة التي تعيشها البلاد.(وكالات)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *