طالبت ألمانیا، اليوم الأربعاء بزيادة الضغط على طرفي الحرب في السودان من خلال العقوبات ومحاسبتهما على انتهاكاتهما بحق السكان المدنيين، والتأثير في مؤيديهما في الخارج، فيما قالت وزيرة التنمية الدولية النرويجية، إن احتمال تحقيق السلام في السودان بعيد، فيما يبدو، مع صعوبة تحديد خطوة تالية ملموسة نحو إنهاء الحرب، بينما تدور معارك عنيفة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، في مدينة بابنوسة، غرب كردفان على تخوم مقر الفرقة (22) للجيش، في حين أعلنت الأمم المتحدة عن حركة نزوح واسعة من المدينة.
وبدأت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الأربعاء، زيارة إلى شرق إفريقيا حيث ستسعى إلى الدفع باتجاه فرض عقوبات على الطرفين المتحاربين في السودان، ومحاسبتهما لإرغامهما على التفاوض من أجل السلام. وقالت في بداية الزيارة: «إن الصور الآتية من دارفور أعادت ذكريات قاتمة عن الإبادة الجماعية التي وقعت قبل 20 عاماً. وأضافت: «بالتعاون مع شركائي في جيبوتي وكينيا وجنوب السودان، سأستكشف إمكانات دفع عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو إلى طاولة المفاوضات». وإلى جانب المحادثات السياسية، ستجتمع بيربوك مع ممثلين عن المجتمع المدني في السودان. وقالت إن «السودان لن يحظى بسلام طويل الأمد إلا مع حكومة ديمقراطية مدنية»، مشددة على أن النزاع لا ينبغي أن يصير «أزمة منسية». من جهة أخرى، قالت وزيرة التنمية الدولية النرويجية إن احتمال تحقيق السلام في السودان بعيد فيما يبدو، مع صعوبة تحديد خطوة تالية ملموسة نحو إنهاء الحرب بين الجيش والدعم السريع. والنرويج جزء من مجموعة الترويكا (الثلاثي)، مع الولايات المتحدة وبريطانيا التي تسعى لتوجيه السياسة الغربية بشأن السودان. وكانت النرويج تحاول، مثل غيرها، تعزيز المفاوضات من خلال أمور، منها مؤتمر إنساني بخصوص السودان عقد في القاهرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، حسبما قالت وزيرة التنمية الدولية النرويجية، آن بيث تفينريم. وأضافت لرويترز هذا الأسبوع «تمكنّا من إحضار بعض المنظمات وبعض الأصوات من السودان إلى مصر لبحث سبل المضي قدماً.. لكن تحديد الخطوات التالية الملموسة نحو السلام أمر صعب حقاً». ومضت قائلة، إنه يتعين على الأطراف وقف العنف و«فتح مجال سياسي يمكننا من خلاله مساعدتهم على بدء الحوار». وأوضحت أن النرويج، باعتبارها عضواً في الترويكا، تشعر بالتزام على نحو خاص بالمساعدة حيثما أمكنها ذلك، مضيفة أن من «المهم» التحضير لعودة محتملة للحكم المدني عبر «عملية سياسية شاملة». وقالت «يجب إيجاد حل للصراع داخل السودان والمنطقة». في غضون ذلك، اشتدت حدة المعارك بين الجيش والدعم السريع، أمس الأربعاء، في ولاية غرب كردفان، للسيطرة على مقر قيادة الفرقة الـ22 بمدينة بابنوسة. وقال شهود عيان، إن المعارك تدور في محيط قيادة الفرقة الـ22 وسط المدينة، مشيرين إلى استخدام الطرفين للقصف المدفعي العنيف، من دون التحقق من سقوط ضحايا مدنيين. وأكد الشهود أن الطيران الحربي شنَّ غارات على مواقع متقدمة لقوات الدعم السريع، سقط بعضها قرب مصنع «ألبان بابنوسة». وأعلنت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، عن حركة نزوح واسعة من بابنوسة. ولفت تقرير صادر عن مكتب المنظمة لتنسيق الشؤون الإنسانية، إلى موجة نزوح واسعة النطاق من أحياء وبلدات بابنوسة مع استمرار القتال. وأضاف أنه لم يتأكد بعد من عدد النازحين، فيما لا يزال الوضع متوتراً، ولا يمكن التنبؤ به.(وكالات)