دعا البيان الختامي للآلية الرباعية لمنظمة «إيقاد»، طرفي النزاع في السودان لوقف إطلاق النار على الفور، والاحتكام للحوار، وأشار إلى أنه «لا حل عسكري في السودان»، داعياً «لسرعة فتح ممرات إنسانية آمنة لإيصال المساعدات لمستحقيها»، فيما أكدت الخارجية السودانية أن وصول وفد الحكومة إلى أديس أبابا يؤكد جديتها في المشاركة في اجتماع اللجنة، وشددت على أن مقاطعة الاجتماع يأتي بسبب عدم تغيير رئاسة كينيا رغم مطالبة الحكومة ومجلس السيادة السوداني بذلك، قبل أكثر من شهر، في حين التقى وفد القيادات السياسية السودانية الذي وصل العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعدد من الدبلوماسيين الغربيين، لبحث تطورات الأوضاع السياسية في البلاد. وحث البيان طرفي الصراع على وقف فوري لإطلاق نار غير مشروط، مؤكداً أن اجتماع قمة إيقاد يشارك الأهداف التي يسرتها السعودية والولايات المتحدة للوصول إلى حل سياسي. وأضاف البيان أن اللجنة قررت «حشد جهود جميع الأطراف المعنية من أجل عقد لقاء مباشر بين قادة الأطراف المتحاربة»، مشيراً إلى أن منظمة «إيقاد» ستبدأ على الفور وبالتنسيق مع الاتحاد الإفريقي، عملية تواصل بهدف تحقيق ذلك. وأبدى البيان الختامي قلق دول الوساطة بسبب تبعات الأزمة في السودان، ورحب بدور دول الجوار لاسيما في استقبال اللاجئين الذين فروا من القتال. وحذر البيان من أن الحرب توسعت وباتت تتخذ منحى عرقياً. كما كشفت دول الوساطة أنها قررت بذل جهود مكثفة لعقد لقاء مباشر بين أطراف الأزمة السودانية. وكانت العاصمة الإثيوبية احتضنت، أمس الاثنين، قمة إيقاد لبحث الأزمة السودانية، وكان من المقرر أن يشارك في القمة وفدان عن الجيش السوداني والدعم السريع اللذين دعتهما وزارة الخارجية الأمريكية في بيان لها إلى إنهاء القتال على الفور والعودة إلى الثكنات. وجددت الولايات المتحدة نداءها لدول المنطقة لمنع أي تدخل خارجي ودعم عسكري، مشيرة إلى أن ذلك لن يؤدي إلا لتكثيف الصراع وإطالة أمده. وقالت الخارجية السودانية في بيان إن مطالبها بتغيير رئاسة كينيا للجنة لم يتم تنفيذها حتى اللحظة، مشيرة إلى أن الرئيس الكيني، وليام روتو، لم يكن محايداً في الأزمة القائمة. وأضاف البيان «للأسف اتضح أن رئاسة اللجنة الرباعية لم يتم تغييرها، علماً بأن الحكومة طالبت منذ قمة جيبوتي بتغيير رئاسة رئيس كينيا للجنة.. لكـن لـم تتم الاستجابة لوفدنا حتى لحظة صدور هذا البيان». وأكدت أن الوفد سيظل في أديس أبابا للاستجابة لمطالبه. من جهتها، انتقدت قوات الدعم السريع مقاطعة وفد الحكومة لاجتماع اللجنة الرباعية. وقالت في بيان «تفاجأنا بمقاطعة وفد القوات المسلحة للجلسة الأولى بذرائع واهية غير موضوعية رغم وصوله لأديس أبابا». يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه أمريكا زيارة مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية إلى أديس أبابا مولي في. وفي سياق متصل، التقى وفد القيادات السياسية السودانية الذي وصل العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بعدد من الدبلوماسيين الغربيين المقيمين في إثيوبيا، لبحث تطورات الأوضاع السياسية في السودان. واستعرض الجانب السوداني تدهور الوضع الأمني والإنساني والاقتصادي والاجتماعي والسياسي في البلاد، واتساع رقعة الحرب مع مخاطر انزلاقها لحرب أهلية شاملة، ومدى تأثيرها في المحيط الإقليمي. وقال القيادي بالحرية والتغيير خالد عمر يوسف، إن اجتماعهم حث المجتمع الدولي على بذل مزيد من الجهد للتنسيق لدفع المبادرات الدولية والإقليمية لوقف الحرب في السودان، وتوفير السند الإنساني لملايين السودانيين المتأثرين بالحرب.