الجيش السوداني يشن هجوماً كاسحاً على الدعم السريع في الخرطوم

نفّذ الجيش السوداني غارات جوية وقصفاً مدفعياً،اليوم الخميس، في الخرطوم تزامناً مع خوضه قتالاً «شرساً» على الأرض ضد قوات الدعم السريع في العاصمة بمدنها الثلاث (الخرطوم والخرطوم بحري وأم درمان)، بحسب ما أفاد مصدر عسكري وشهود وكالة الصحافة الفرنسية، فيما حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، اليوم ، من القتال العنيف للسيطرة على مدينة الفاشر، محذّراً من أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت في أيدي قوات الدعم السريع، في حين شددت جامعة الدول العربية، على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية.
وأفاد السكان في العاصمة بأن المواجهات بدأت فجراً، في ما يبدو أنه أول هجوم كبير للجيش منذ أشهر لاستعادة أجزاء من العاصمة تسيطر عليها قوات الدعم. وقال مصدر عسكري طلب عدم كشف هويته، إن «قواتنا تخوض قتالاً شرساً مع المليشيا المتمردة داخل الخرطوم». وأشار إلى أن قوات الجيش تمكنت من عبور ثلاثة جسور رئيسية فوق نهر النيل الذي يفصل بين أجزاء العاصمة الخاضعة لسيطرة الجيش وتلك الخاضعة لسيطرة قوات الدعم السريع.
وأفاد العديد من سكان أم درمان بوقوع «قصف مدفعي مكثف» بدأ في وقت مبكر من، أمس الخميس، بينما حلقت الطائرات الحربية العسكرية في سماء المنطقة. وقال أحد سكان أم درمان: «منذ ساعات الفجر الأولى قصف مدفعي عنيف متبادل، وأسمع طيران الجيش يحلّق بكثرة».
وفي الخرطوم بحري شمال العاصمة، أفاد شهود بـ«قصف مكثّف بالمدفعية والطيران»، متحدثين عن سماع «أصوات انفجارات ضخمة».
أفاد مراسل صحفي بتوقف خدمتي الاتصالات والإنترنت في بعض المناطق بمدينة أم درمان .
وتأتي الاشتباكات المتجددة في وقت يحتل ملف النزاع المتواصل في السودان منذ إبريل/نيسان 2023، مرتبة متقدمة على جدول أعمال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع، في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية وأزمة اللاجئين والخشية من أعمال عنف عرقية.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان، خلال لقاء بينهما الأربعاء على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، عن «قلق بالغ إزاء تصعيد النزاع في السودان»، مندداً بـ«تداعياته المدمّرة على المدنيين السودانيين ومخاطر تمدّده إقليمياً»، وفق ما أفاد المتحدث باسم الأمين العام في بيان.
كذلك بحث المسؤولان «الحاجة إلى وقف إطلاق نار آني ودائم» والسماح بوصول الإغاثة الإنسانية إلى المدنيين «بدون عوائق».
من جانبه، حذّر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، أمس الخميس، من القتال العنيف للسيطرة على مدينة الفاشر، محذّراً من أعمال عنف بدوافع عرقية إذا سقطت في أيدي قوات الدعم السريع. وقال تورك في بيان: «على القتال أن يتوقّف فوراً. كفى يعني كفى». وأضاف تورك: «بناء على تجربة الماضي المريرة، إذا سقطت الفاشر، فهناك خطر كبير بوقوع انتهاكات بدوافع عرقية، بما في ذلك عمليات إعدام بإجراءات موجزة وعنف جنسي من قبل قوات الدعم السريع والمليشيات المتحالفة معها».
وأعرب تحديداً عن قلقه بشأن مصير سكان مخيمي أبو شوك وزمزم للنازحين. وقال إن «الأشخاص في هذين المخيّمين يواجهون خطر التعرّض لهجمات انتقامية بناء على هوياتهم القبلية، سواء الحقيقية أو المفترضة، على اعتبار أنهم يتحدرون من ذات المجتمعات التي يتحدّر منها قادة الحركات المسلحة الموالية للقوات المسلحة السودانية».
وقالت جويس مسويا القائمة بأعمال منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة، إن «الشعب في السودان عاش الجحيم على مدى 17 شهراً، والمعاناة في تزايد»، معلنة تخصيص 25 مليون دولار من صندوق الأمم المتحدة للطوارئ من أجل مكافحة المجاعة في هذا البلد.
إلى جانب ذلك، شددت الجامعة العربية، على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السودانية، مؤكدة في هذا الإطار أن إنشاء آلية لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية المدنيين ومنع تدفق الأسلحة، وفقاً لقرارات مجلس الأمن، هي مسئولية سودانية كاملة.
وأعربت الجامعة، على لسان أمينها العام المساعد السفير حسام زكى، عن استعدادها للتنسيق والتعاون بشأن أسرع وأفضل السبل والآليات لإنهاء حالة الاحتراب الأهلي، وصون مؤسسات البلاد الوطنية ومقدراتها، ودعم استعادة السلام والأمن في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *