وصفت الأمم المتحدة اليوم الثلاثاء تفشي المجاعة في مخيم للنازخين في السودان بأنه “وصمة عار” على ضمير المجتمع الدولي الذي فشل في منعها على الرغم من تحذيرات عدة.
في الأسبوع الماضي أعلنت هيئة دولية مكلّفة تقييم الأمن الغذائي أن مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور يشهد مجاعة.
وكانت تلك المرة الأولى التي تؤكد فيها الهيئة وقوع مجاعة منذ أكثر من سبع سنوات، والثالثة فقط منذ إطلاق نظامها الرصدي قبل عقدين، وفق تصريحات لستيفن أومولو، مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أدلى بها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وقال أومولو “أشرنا بوضوح إلى أن خطر وقوع مجاعة حقيقي وكبير… لكن تحذيراتنا لم تلق آذانا صاغية”.
ولفت إلى أن “هذه الأزمة الإنسانية لم تحظ بالاهتمام السياسي والدبلوماسي الذي تتطلبه بشدة”، آملا أن يكون إعلان المجاعة “بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي”.
من جهتها، قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إيديم وسورنو “عندما تحدث المجاعة، فهذا يعني أننا تأخرنا كثيرا. وهذا يعني أننا لم نفعل ما يكفي. وهذا يعني أننا، المجتمع الدولي، فشلنا”.
وأضافت “هذه أزمة من صنع الإنسان بالكامل، ووصمة عار على ضميرنا الجماعي”.
ويشهد السودان حربا اندلعت في أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو”حميدتي”.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وشدّد أومولو على أن وقف إطلاق النار يبقى “الحل الوحيد المستدام الذي يمنع تفشياً أكبر للمجاعة”.
وحضّ مجلس الأمن على المساعدة في “ضمان قدرتنا على القيام بعملنا بشكل فعال، ومن دون تدخل”.
وندّد المسؤولان بعراقيل يضعها طرفا النزاع أمام إيصال المساعدات الإنسانية، ودعوا إلى فتح معبر أدري بين تشاد ودارفور المغلق منذ أشهر.
ورفض سفير السودان لدى الأمم المتحدة الحارث ادريس الحارث محمد ما خلص إليه التقرير من نتائج، وخصوصاً إعلان المجاعة في مخيم زمزم، لكنه أقر بأن الأوضاع الإنسانية هناك “مزرية”، متّهما قوات الدعم السريع بمنع وصول قوافل المساعدات الإنسانية.
وفي حين أثارت الولايات المتحدة مسألة إنشاء آلية أممية للسماح بمرور المساعدات الإنسانية في أدري، أصر سفير السودان على “سيادة” بلاده، مشيراً إلى أن فتح المعبر الحدودي هو من مسؤولية حكومته حصراً. (أ ف ب)