دعت دول عربية،اليوم الأربعاء، إلى وقف الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع المستمرة منذ أكثر من عام، مطالبة بالعودة إلى الحوار،فيما أعلن فريق أممي جديد لتقصّي الحقائق يجري تحقيقاً في انتهاكات يشتبه بأنها ارتُكبت في الحرب أنه بصدد التحقّق من تقارير عن استعباد جنسي في مركز احتجاز وهجمات عرقية ضد مدنيين.
جاء ذلك في كلمة للسعودية،وأخرى باسم دول مجلس التعاون الخليجي خلال حوار تفاعلي عقده مجلس حقوق الإنسان حول الأوضاع في السودان، وفق مصدرين عربيين رسميين.
وانعقد الحوار التفاعلي ضمن أعمال الدورة الـ56 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان التي بدأت أمس الثلاثاء، وتستمر حتى 12 يوليو/ تموز المقبل.
وفي كلمة السعودية، عبر مندوبها الدائم في الأمم المتحدة عبد المحسن خثيلة عن “قلق المملكة حيال استمرار العمليات العسكرية في السودان، والمعاناة الناجمة عنها”، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السعودية (واس)،اليوم الأربعاء.
وجدد خثيلة الدعوة إلى “ضرورة العودة للحوار تمهيداً للتوصل إلي حل سياسي يجنب الأشقاء ويلات الحروب”.
وفي سياق متصل، حثت دول مجلس التعاون الخليجي خلال الحوار التفاعلي، الأطراف في السودان على “ضرورة التهدئة وتغليب لغة الحوار وتوحيد الصف”.
وأكدت جوهرة السويدي، نائب المندوب الدائم لقطر بجنيف، نيابة عن دول المجلس الذي ترأسه حالياً الدوحة، على أهمية الانخراط الجاد والفعال من قوات الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع مع مبادرات تسوية الأزمة.
من جهة أخرى ،أعلن فريق أممي جديد لتقصّي الحقائق يجري تحقيقاً في انتهاكات يشتبه بأنها ارتُكبت في الحرب، أمس الثلاثاء أنه بصدد التحقّق من تقارير عن استعباد جنسي في مركز احتجاز وهجمات عرقية ضد مدنيين.
وتلقت بعثة الأمم المتحدة الدولية المستقلة لتقصّي الحقائق التي أنشئت مؤخراً “تقارير ذات صدقية عن العديد من حالات العنف الجنسي التي ترتكبها الفصائل المتحاربة”، وفق ما أفاد رئيسها محمد شاندي عثمان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف.
وقال إن “نساء وفتيات تعرّضن ولا زلن لعمليات اغتصاب واغتصاب جماعي ولخطف وزواج قسري”.
وأكد أن الفريق يتحقق من “تقارير عن استعباد جنسي وتعذيب جنسي في مراكز احتجاز بما في ذلك لرجال وفتيان”.
وأضاف “نحن نجري تحقيقاً”.
وأنشأ المجلس بعثة تقصّي الحقائق بعد ستة أشهر على اندلاع النزاع للتحقيق في انتهاكات يشتبه بارتكابها.
لكن نواة الفريق لم يتم تشكيلها إلا في ديسمبر/كانون الأول، كما أن أزمة سيولة في الأمم المتحدة وتجميد التوظيف “أديا إلى تأخير لأشهر عدة”، وفق عثمان.
مع ذلك، بدأ الفريق عمله، وأجرى حتى الآن نحو 80 مقابلة مع ضحايا وشهود على انتهاكات.
وأعرب عثمان عن “قلق بالغ إزاء استمرار القتال مع عواقب مأسوية ومعاناة هائلة للسكان المدنيين”.
إلى ذلك سلّط عثمان الضوء على تقارير تفيد بتجنيد واسع النطاق لأطفال، لا سيما للمشاركة في “قتال مباشر وارتكاب جرائم عنف”.
وقال إن الفريق يشعر بقلق بالغ إزاء القتال العنيف ومحاصرة قوات الدعم السريع للفاشر، المدينة الوحيدة في إقليم دارفور الخارجة عن سيطرتها.
وشدّد على أن “هجمات سابقة على مناطق أخرى تزيد من مخاوفنا”، مشيراً إلى أن الفريق “يحقق حالياً في هجمات سابقة واسعة النطاق ضد مدنيين على أساس انتمائهم العرقي في مناطق أخرى من دارفور”.
وقال إن تلك الهجمات شملت “القتل والاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي والتعذيب والتشريد القسري والنهب”.
ولفت عثمان إلى أن التحقيق يشمل أيضاً “هجمات عرقية” في أماكن أخرى بما في ذلك في أنحاء أخرى من إقليم دارفور ومن ولاية الجزيرة.(وكالات)