كشفت مصادر دبلوماسية التوصل لاتفاق مبدئي لتوسعة الآلية الرباعية الخاصة برعاية المباحثات بين أطراف الصراع في السودان، وأشارت الى أن قمة “ايغاد” حصلت على التزام من طرفي القتال – الجيش والدعم السريع – بالاجتماع مع بعضهما فوراً من أجل الاتفاق على وقف العدائيات،فيما أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية انها ستعمل مع المجتمع الدولي والإقليمي لاتخاذ كافة الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب واستعادة التحول المدني،في حين أعرب الاتحاد الأفريقي عن مخاوفه من انتشار الصراع إلى مناطق جديدة لم تتأثر حتى الآن بالقتال.
وأكد د.ورقيني قبيهو سكرتير الهيئة الحكومية للتنمية في افريقيا “إيغاد”التي عقدت قمتها الـ41 في جيبوتي،أمس الأول السبت، لمناقشة الصراع في السودان،أن القمة حصلت على التزام من طرفي القتال في السودان – الجيش والدعم السريع – بالاجتماع مع بعضهما فوراً من أجل الاتفاق على وقف العدائيات،وإنهاء الحرب المستمرة منذ 8 أشهر. وقال إن القمة حققت نتائج وصفها بـ”الناجحة”، وأشار إلى أنها حصلت بشكل فعال على التزام من المتحاربين السودانيين بالاجتماع الفوري والاتفاق على وقف الأعمال العدائية،والدخول في عملية تسوية عبر التفاوض. وفيما لم تكشف “إيغاد”عن هوية ممثل الدعم السريع في القمة، قالت مصادر دبلوماسية افريقية أن اجتماعاً عبر تقنية الفيديو كونفرنس تم بين قادة إيغاد والدعم السريع،واستمعوا لوجهة نظرهم بشأن ما يجري في البلاد من صراع دامٍ ورؤيتهم للحل، إلى جانب موافقتهم على لقاء قائد الجيش السوداني. وكانت قوات الدعم السريع نشرت خطاباً مطولاً لقائدها الفريق محمد حمدان دقلو، بالتزامن مع انعقاد القمة ،أكدت فيه ضرورة “تنفيذ تدابير بناء الثقة،وعلى رأسها القبض على الهاربين من النظام السابق، بجانب التوقيع على اتفاق وقف الأعمال القتالية في منبر جدة مع تحديد هذه الاتفاقية لفترة أولية مدتها 30 يوماً،مع خيار التجديد”. ودعا الخطاب إلى بدء مفاوضات سياسية شاملة، تشمل الأطراف العسكرية والسياسية عدا حزب المؤتمر الوطني وواجهاته. إلى ذلك،أعرب المبعوث الأمريكي الخاص للقرن الأفريقي مايك هامر عن قلق بلاده لاستمرار القتال الذي أدى حتى الآن إلى مقتل نحو 10 آلاف شخص وتشريد 7 ملايين،وقال إن بلاده ستعمل مع المجتمع الدولي والإقليمي لاتخاذ كافة الخطوات اللازمة لإنهاء الحرب واستعادة التحول المدني. من جانبه،عبر موسى فكي رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي عن مخاوفه من انتشار الصراع إلى مناطق جديدة لم تتأثر حتى الآن بالقتال. وأعلنت القمة دعمها للخريطة الأفريقية المكونة من 6 نقاط المقترحة لحل الأزمة السودان،وطالبت طرفي القتال بالموافقة الفورية على وقف شامل وغير مشروط لإطلاق النار،والعودة إلى طاولة المفاوضات من أجل العودة السلمية للانتقال إلى الحكم الدستوري المدني. وأكدت القمة على أنه لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري مستدام للأزمة في السودان،وشددت على ضرورة التزام دول المنطقة وخارجها بالحياد والإمتناع عن تقديم الدعم العسكري أو السياسي أو المالي لأي من طرفي القتال. وأقرت القمة التي شارك فيها إضافة إلى الدول الأعضاء ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وبلدان عربية وغربية؛ مقترح تشكيل آلية دولية موسعة لتكون بديلاً عن آلية “إيغاد” الرباعية المخصصة لحل الأزمة ، لمتابعة جهود استعادة مسار التحول المدني بعد إنهاء الحرب،وناقشت الاجتماعات تعيين مبعوث خاص لـ”إيغاد” للتنسيق مع المبعوث الأفريقي لقيادة الآلية. وتتكون الآلية الرباعية من الولايات المتحدة وبريطانيا والسعودية والإمارات، لتضم الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والجامعة العربية ومصر وليبيا وروسيا وقطر والصين ومبعوث خاص من “إيغاد” وآخر من الاتحاد الإفريقي.(وكالات)