سكان يعودون بحذر للخرطوم بعد تحريرها من المليشيا

طلعت شمس الصباح ومدت جدائلها الذهبية على محلية شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم، بينما كان عبد الإله محمد، وهو رجل مسن من أهل المنطقة يتفقد منزله بعد فرار طويل من الحرب الأهلية.
قادته الشوارع، وعلى جوانبها أطلال البيوت وتلال الحطام، إلى ما أصبح يمكن وصفه بصعوبة بأنه بيت بعد عامين من القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع .
قال وهو يقف وسط جدران منزله المهدمة وما تبقى من متعلقات “الأثاث غير موجود ولا توجد كهرباء والمراوح غير موجودة… لم يتركوا أي شيء… انتهوا من كل شيء وأخذوه… دمروا كل شيء”.
وأضاف “أتيت لكي استكشف الوضع وأري كيف المعيشة بالنسبة للأسرة لكي لا تحضر ويكون هناك ارتباك… أفضل عودتي أنا لتقييم الوضع هنا”.
محمد واحد من ملايين كانوا يعيشون في منطقة العاصمة الكبرى، التي تضم مدن الخرطوم وأم درمان وبحري، واضطروا للفرار عندما اندلعت الحرب في أبريل 2023 بسبب صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع قبل الانتقال إلى الحكم المدني.
وسويت أحياء كاملة بالأرض في الخرطوم، لكن بعض مناطق أم درمان ظلت تحصل على الخدمات العامة.
والآن، وفي الوقت الذي يدفع فيه الجيش السوداني قوات الدعم السريع إلى مزيد من التقهقر والتراجع، وتزداد قدرته على استعادة المزيد من السيطرة على الأرض في العاصمة، بدأ السكان يتقاطرون في رحلات العودة الحذرة إلى منازلهم.
تقول هدى إبراهيم التي فرت إلى بورتسودان التي تبعد أكثر من 800 كيلومتر عن العاصمة إن شوقها للعودة لم يهدأ أبدا.
وأضافت وهي على متن حافلة في طريقها للخرطوم “منذ أول يوم خرجنا فيه.. في اليوم الثاني قررنا نعود.. بالرغم من خروجنا لكن لا يوجد مثل بلدنا ولا يوجد مثل المكان الذي نشأنا فيه لكن للظروف ولأسباب كثيره جعلتنا بعيدين”.
وتابعت قائلة “الآن الوضع جيد ونرى في الشوارع الكهرباء والمحلات مفتوحة ولا توجد مشكلة إن شاء الله وإن شاء الله كل الناس تعود وهذه الحرب جعلت الناس يعرفون ما هي قيمة بلدهم”.
ولاحظ سائق الحافلة محمد علي تغير الأجواء وانطباعات الناس وقال لرويترز “الناس اطمأنت للشارع وبعد أن كانوا متوجسين، بمجرد دخولهم البلد ويشاهدون الكهرباء تعمل والناس متحركة والسوق يعمل تشعر أن الاطمئنان في نفوسهم أكبر”.
لكن طريق العودة، بالنسبة للكثيرين، ما زال محفوفا بالغموض.
فقد أثقل الصراع كاهل السودان وأزهق عددا لا يحصى من الأرواح وشرد الملايين.
وقال محمد “حربهم هذه ليست ضد الحكومة.. حرب ضد المواطن وتخريب. وما يفعلونه ليس تخريب شخص يريد أن يسرق وينهب.. هو يريد تدمير أي شيء”.
تعتمد عودة المزيد من السكان على قدرة الحكومة على إعادة الإعمار.
وتشير ريان خالد، وهي شابة عادت من مصر، إلى نقص الخدمات، وانقطاع الكهرباء بشكل خاص، باعتبار ذلك عقبة كبرى تزيد مشقة العودة.
وقالت إنها تعتقد أن الجميع سيعودون لمنازلهم إذا تمكنت الحكومة من توفير الكهرباء.(رويترز)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *