كشفت نقابة الصحفيين أن الحرب دمرت 90% من البنية التحتية للمؤسسات الإعلامية، وتعرضت هذه المؤسسات للنهب المنظم، مما أدى إلى تشريد وفقدان وظائف نحو ألف صحفي وصحفية، مشيرة إلى أن هؤلاء أجبروا على النزوح إلى الخارج، أو اللجوء إلى مهن أخرى.
وقالت إيمان فضل، سكرتيرة الحريات بنقابة الصحفيين، خلال تقديمها ورقة النقابة في اليوم الختامي لمؤتمر قضايا الإعلام الأول اليوم الثلاثاء بالقاهرة إن 80% من ولايات السودان تعرضت لقطع شبكات الإنترنت والاتصالات بشكل متعمد، ما زاد من صعوبة نقل الحقائق حول ما يحدث على الأرض.
واختتم، صباح اليوم الثلاثاء، بالعاصمة المصرية القاهرة فعاليات مؤتمر قضايا الإعلام السوداني الأول الذي استمر لثلاثة أيام بمشاركة مائة صحفي حضوريا و220 عبر الوسائل الالكترونية تحت شعار نحو (رؤية مستقبلية شاملة) الذي تنظمه نِقابة الصحفيين السودانيين.
وناقش المؤتمر قضايا الإعلام منذ اندلاع الحرب في السودان والتحديات التي تواجه الصحفيين السودانيين خلال هذه الفترة الحرجة من تاريخ البلاد، إضافة لفترة ما بعد الحرب.
واستعرض المؤتمر “9” أوراق تتضمن: عام من الحرب الإعلام الجديد واتجاهات تشكيل الرأي العام، خطاب الكراهيَة والأخبار المضللة جرائم الحرب وتهديد النسيج الاجتماعي، من خطاب الكراهيَة إلى الإبادة الجماعية، التمويل الأجنبي لإعلام ما بعد الحرب، الإصلاح التشريعي والمؤسسي في الإعلام الرسمي، نحو دور الإعلام في السلام والديمقراطية، مستقبل الإعلام، وورقة النِّقابة، وخارطة الطريق.
وقالت إيمان فضل سكرتيرة الحريات في النقابة في ورقة خلال اليوم الثالث من المؤتمر إن الصحفيين والصحفيات تعرضوا لانتهاكات جسيمة خلال الحرب – طوال 18 شهرًا- حيث تعرض 445 صحفيًا وصحفية للقتل، الاعتقال، التعذيب، أو تدمير المنشآت الإعلامية. قُتل 11 صحفيًا، بينهم صحفيتان، وأُطلق النار بشكل مباشر على 28 صحفيًا وصحفية، سواء أثناء أداء عملهم أو استهدافهم شخصياً. كما تم تسجيل 11 حالة اعتداء جسدي مباشر، شملت 4 صحفيات، في حين تعرض 54 صحفيًا، من بينهم 7 صحفيات، للإخفاء القسري أو الاعتقال.
ونبهت الورقة إلى توجيه اتهام لـ20 صحفيًا وصحفية من قبل النائب العام بالانتماء إلى الدعم السريع، وصدرت أوامر قبض بحقهم؛ كما تلقى 56 صحفياً تهديدات شخصية، من بينهم 25 صحفية، مما يزيد من تعقيد الأوضاع المهنية والصحية للصحفيين في ظل استمرار الحرب وتزايد القمع الممارس ضد حرية التعبير.
وأكدت إن الصحفيين النازحين واللاجئين يواجهون تحديات كبيرة، مثل فقدان الشبكات المهنية، وصعوبة التكيف مع بيئة إعلامية جديدة، تحديات اللغة، وصعوبة الحصول على تصاريح العمل القانونية. هذه العوامل أدت إلى الضغط النفسي وفقدان الهوية المهنية.
وقالت إن الحرب أثرت بشكل كبير على الحالة النفسية والاجتماعية للصحفيين، حيث فقد العديد منهم وظائفهم ومساكنهم، مما زاد من الضغوط النفسية على حياتهم المهنية والشخصية.
ونبهت إلى انعكاس الانقسام السياسي والعسكري في البلاد على الجسم الصحفي، مما خلق صعوبة في تحقيق الوحدة والتضامن بالشكل المطلوب داخل النقابة.
من جانبها قالت الصحفية درة قمبو عضو نقابة الصحفيين إن مؤتمر قضايا الإعلام الأول خرج بتوصيات مهمة تتعلق بمستقبل مهنة الصحافة ما بعد الحرب.
وأوضحت في مقابلة مع راديو دبنقا إن المؤتمر أوصى بمعالجة قضايا الصحفيين ، بجانب محاربة خطاب الكراهية، وصياغة تشريعات تحمي مهنة الصحافة وتؤدي لتطويرها وحماية الصحفيين وتعمل على هيكلة الصحافة بعيداً عن سلطة الحكومة.(وكالات)