حذرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم الاثنين، من أن السودان وصل إلى «نقطة انهيار كارثية»، مع توقع تسجيل عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها جراء الأزمات المتعددة، فيما دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس، جميع الأطراف إلى الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني وسط «القتال العنيف» في الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور. وأشارت المنظمة إلى أنّ المجاعة والفيضانات أُضيفت إلى قائمة التحديات التي يواجهها ملايين الأشخاص في البلاد التي مزّقتها الحرب، في ظلّ أكبر أزمة نزوح في العالم. وقال عثمان بلبيسي المدير الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة، في بيان، «هذه الظروف ستستمر وتزداد سوءاً إذا استمر الصراع والقيود المفروضة على وصول المساعدات الإنسانية». وأضاف «بدون استجابة عالمية فورية واسعة النطاق ومنسقة، فإننا نخاطر بأن نكون شاهدين على عشرات الآلاف من الوفيات التي يمكن تفاديها في الأشهر المقبلة. نحن عند نقطة الانهيار، نقطة انهيار كارثية». وأشارت المنظمة إلى أنّ الأرقام الأخيرة أظهرت أنّ هناك أكثر من 10,7 مليون نازح داخلياً في السودان، وقد نزح العديد منهم عدّة مرّات. وفي الوقت نفسه، فرّ 2,3 مليون شخص عبر الحدود إلى الدول المجاورة. ووفق المنظمة الدولية للهجرة، فقد أدّت الفيضانات إلى تشريد أكثر من 20 ألف شخص منذ يونيو /حزيران في 11 من ولايات السودان الثماني عشرة، مشيرة في الوقت ذاته إلى تدمير البنية التحتية بفعل هذه الفيضانات، ممّا أدّى إلى تعطيل وصول الإمدادات الحيوية. وأفادت المنظمة الدولية للهجرة بأنّ الظروف الإنسانية والحماية في السودان تعدّ «من بين الأسوأ في العالم». وقالت إنّ «القيود على وصول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك العوائق التي فرضها طرفا النزاع، حدّت بشدّة من قدرة منظمات الإغاثة على توسيع نطاق عملها وإنقاذ الأرواح، وخصوصاً خلال موسم الأمطار الحالي». وأكدت المنظمة أنّ هناك حاجة إلى «تمويل عاجل… من أجل أولئك الذين ما زالوا في حاجة ماسّة إلى الغذاء والمأوى والمياه والخدمات الصحية والحماية المتخصّصة». وفي وقت سابق، أعربت رئيسة اللجنة الدوليّة للصليب الأحمر، اليوم الاثنين، عن أملها في أن تفضي محادثات السلام في السودان والتي من المقرر أن تنطلق هذا الأسبوع في سويسرا، إلى «إجراءات إنسانية ملموسة للغاية». وقالت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر ميريانا سبولياريتش للصحفيين، «نحن لا نشارك في هذه المحادثات، لكنني آمل في أن تؤدي إلى اتفاقات تسمح لنا بزيادة المساعدات الإنسانية وبوصول أفضل إلى السكان المتضررين، وخصوصاً في شمال دارفور حيث يبعث الوضع على القلق البالغ». ودعت إلى اتخاذ «إجراءات إنسانية ملموسة للغاية من شأنها المساعدة على بناء الثقة وإزالة بعض العقبات المباشرة أمام التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار». وأشارت إلى أن «السودان يظهر ما يحدث عندما لا يتم احترام القانون الإنساني الدولي».(أ ف ب )