معارك السودان تصل إلى جنوب البلاد ونزوح جديد إلى الشرق

للمرة الرابعة منذ اندلاع الحرب في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، تنزح السودانية هدى أحمد بحثاً عن ملاذ آمن بعدما طال جحيم المعارك مدينة سنجة، عاصمة ولاية سنّار في جنوب شرق البلاد.
وتقول أحمد، وهي أم لأربعة أطفال، لوكالة الصحافة الفرنسية وقد أُجهشت في البكاء “هذه هي المرة الرابعة التي ننزح فيها، في مايو/أيار 2023 انتقلنا من أم درمان إلى ود مدني ولاحقتنا الحرب فانتقلنا إلى ولاية سنّار ثم إلى سنجة وقبل أن نستقر بها هاجمها الدعم السريع”.
في أواخر يونيو/حزيران سيطرت قوات الدعم السريع على منطقة جبل موية بولاية سنّار، ما دفع مئات الأسر السودانية إلى النزوح باتجاه مدينة سنجة عاصمة الولاية قبل أن تصبح واحدة من جبهات القتال خلال الأيام الماضية.
وتقول أحمد “بسبب هذا النزوح فقدنا كل مدخراتنا… والآن ليس لدينا ما نستأجر به منزلا لذا سنبحث عن مركز إيواء في القضارف وندعو الله ألا تصلنا الحرب هناك”.
ومنذ اندلاع الحرب، لجأ أكثر من نصف مليون شخص إلى سنّار التي تربط وسط السودان بالجنوب الشرقي الذي يسيطر عليه الجيش.
وأفاد شهود عيان وكالة الصحافة الفرنسية بحدوث اختناقات مرورية استمرت ساعات طويلة خارج سنجة حيث يسارع الناس للهرب في سيارات أو شاحنات صغيرة أو حتى عربات تجرها الحمير.
كما أفاد آخرون بدخول قوات الدعم السريع القرى الواقعة ما بين سنّار وسنجة، ما دفع مواطنين إلى استخدام زوارق خشبية للعبور إلى الضفة الشرقية من نهر النيل الأزرق.
وقال السوداني نبيل احمد للوكالة فيما كان يعبر مع أسرته جسر ود العيس جنوب مدينة سنجة هرباً من المعارك “خرجنا من جنوب الخرطوم العام الماضي بعد اشتداد القصف إلى مدينة ود مدني حتى دخلتها قوات الدعم في ديسمبر/كانون الأول فنزحنا جنوباً”.
وأضاف “اخترت سنجة لأن والدي قضى بها سنوات بحكم عمله ولدي هناك أصدقاء دراسة وفّر لي أحدهم جزءا من منزل عائلته… واليوم نبدأ رحلتنا الثالثة في النزوح ولا ندري ماذا سيكون مصيرنا”.
يذكر أن ولاية القضارف التي تقع شرق البلاد قرب الحدود مع إثيوبيا تستضيف بالفعل أكثر من 600 ألف لاجئ، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وكانت قوات الدعم السريع نشرت السبت مقاطع فيديو تظهر أفرادها داخل “مقر الفرقة 17” التابعة للجيش في مدينة سنجة، فيما أصدر الجيش بياناً “يهنئ الفرقة الـ17 مشاة على صمودهم أمام محاولات المليشيا الإرهابية المتمردة الإعتداء على مدينة سنجة”.
واختارت السودانية سكينة عمر البالغة 52 عاماً أن تتجه إلى الجنوب حيث ولاية النيل الأزرق وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية “نحن في طريقنا الى الرصيرص شرق الدمازين (عاصمة النيل الأزرق) إذ لزوجي أقارب هناك تواصلنا معهم ورحبوا بنا”.
في الأثناء أفادت لجان مقاومة الدمازين في بيان بـ”ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية، بسبب حركة نزوح كبيرة الى محليتي الدمازين والرصيرص من سنّار وسنجة، ما يقتضي تدخلاً انسانياً عاجلاً”.
كما أعلن فرض حظر تجوال ليلي في ولايتي النيل الأزرق والقضارف المتاخمتين لولاية سنّار من جهتي الجنوب والشرق.
وحذر خبير عسكري طلب عدم كشف هويته من امتداد سيطرة قوات الدعم السريع إلى شرق البلاد حيث يمكنها تأمين “خطوط إمداد جديدة من إثيوبيا”، خصوصاً في ظل نشاط تجارة الأسلحة في المنطقة الحدودية بين البلدين.(أ ف ب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *